السيد
الصرخي الحسني ( دام ظله ) ومفهوم التقية
تعرف
التقية بأنها ( إظهار خلاف الواقع في الأمور الدينية بقول أو فعل خوفا على الدين أو
النفس أو العرض أو المال ) وبهذا المعنى شرع الشارع المقدس التقية لدفع الضرر
الواقع والمحتمل بما ينسجم ومقدار وحجم الضرر الواقع من عدم استعمال التقية فمثلا
عدم استخدام التقية يؤدي الى مفسدة في الدين أو هلاك النفس أو ضياع المال أو هتك
العرض لذلك فالتقية شرعت لدفع الضرر ودفع الضرر واجب عقلي قبل أن يكون شرعيا ,
وبعد إيجاز المقدمة وملاحظة الواقع نرى أن الكثير قد استعمل التقية بما يخرجها من
معناها الذي شرعت من اجله وقد أوضح سماحة المرجع الديني الأعلى آية الله العظمى
السيد الصرخي الحسني ( دام ظله ) ضمن
سلسلة محاضرات تحت عنوان ( تحليل موضوعي في العقائد والتاريخ الإسلامي ( مفهوم
التقية واستخداماتها في محاضرته الخامسة ضمن التعليق الرابع والثلاثون حيث قال دام
ظله ( ...... ( قلنا توجد تقية لدفع الضرر أما تقية تقلب الاحتلال الى صديق والى
ولي و الى حميم هذه قضية غير واقعية ...... ) نعم هناك من استعمل التقية بما يرجع
على الإسلام والمسلمين والمذهب الشريف بالذل والهوان والخضوع والخنوع وضياع الحقوق
وشق وتمزيق وحدة المسلمين وتأسيس طائفية وطائفيات وسكوت وخنوع عن مرتكبي ومفتعلي الأزمات
كل ذلك باسم التقية والافضع جعل المحتل الكافر الغاصب المعتدي جعله ولي وحميم
وصديق ومحرر بعنوان التقية , ولم يكتفي
سماحته دام ظله بهذا المقدار بل تعداه الى بيان الغاية والهدف من التقية حيث قال
سماحته دام ظله (...... نعم يوجد مورد للتقية تدفع الضرر الخاص والضرر العام وحسب
المزاحمات والتزاحمات التي تحصل في الخارج ...... ) يعني أن الغاية من التقية هي
دفع الضرر وليس استعمالها لغايات تنعكس على الإسلام والمسلمين والمذهب الشريف سلباً
وقد أعطى سماحته مثالاً لهذا المعنى حيث قال ( ....... يعني لما يدخل الإمام سلام
الله عليه على طاغية من طغاة بني العباس أو بني أمية يقول له يا أمير المؤمنين لكن
لا
يتنازل عن الخلافة عن حقه لا يتنازل عن ولاية أمير المؤمنين سلام الله عليه لا يتنازل
على أن الوصية لأمير المؤمنين سلام الله عليه مثل
القضايا ثابتة ومبادئ رئيسة ثابتة
لا يمكن أن نتنازل عليها ...... )
وقد بين سماحته حقيقة أرادوا تظليلها
وتغييبها عن الناس بل الى عكس مفهومها بما يخالف معناها المطلوب ألا وهي حقيقة
التأسي بالمعصوم صلوات الله وسلامه عليه وثمرة هذا التأسي المرجوة حيث قال ( .....
فصار الناس تسال و تتحقق حتى تبرا ذمتهم أمام الله سبحانه وتعالى لما يذهبون الى
شخص يقولون له عنوان المناظرة يرفض ولا يناظر ويقول له النبي صلى الله عليه واله
ناظر والإمام ناظر يقول النبي والإمام معصوم سلام الله عليه لما تقول لهم مثلا
نظام صدام عمل كذا وظلم وقتل السيد وله مواقف سلبية والمجتمع فيقول لك هذا أنا
عندي جانب تقية يقول له الإمام سلام الله عليه خرج وحكى في القضية الفلانية و خرج الإمام
الحسين يقول لك ذاك معصوم تحكي بالعلم يقول لك ذاك معصوم تحكي بالجهاد يقول لك ذاك
معصوم تحكي بالأكل والشرب والزهد يقول لك ذاك معصوم إذن أين الأسوة بالنبي هذه
يعني مورد الأسوة تكون على نحو اللهوية اذا كل شيء تقول معصوم معصوم معصوم فحكم الأمثال
في ما يجوز وما لا يجوز واحد والتأسي بأهل البيت سلام الله عليهم هو مورد عام إلا في موارد خاصه نحتكم بها أو نعتذر بها بعنوان التقية وإنما
ليس كل شيء كل جبن كل خنوع كل خيانة كل سرقة كل تكالب على الأموال وعلى المناصب
والسمعة والوجاهة ونركن ونعتذر بعدم التأسي لان الإمام معصوم ونحن لسنا بمعصومين .....
) نعم هذه هي الحقيقة فعدم العصمة لا يعني إننا لا نتأسى بالمعصوم صلوات الله
وسلامه عليه بل يجب أن نتبع سيرة المعصوم صلوات الله عليه في كل شيء ومنها جانب
التقية التي يكون فيها الموقف الواضح والصريح والصحيح تجاه رفعة الإسلام والمذهب
ومصلحة المسلمين وبذلك تتحقق الفائدة والثمرة المرجوة من التقية لا التقية السلبية
التي تجعل الإسلام والمسلمين ومصيرهم على شفا الهاوية والضياع والهلاك .
حسين
السلامي
https://www.youtube.com/watch?v=ueeDgBHAsTs
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق