عدالة الصحابة في
ميزان التحقيق والتدقيق
أحدثت نظرية عدالة
الصحابة في المجتمع المسلم نزاعاً وجدالاً كلامياً كثيراً وما زال مستمراً فهناك
من يقول من المسلمين بنظرية عدالة جميع الصحابة بغض النظر عن ما أحدثوه في شرع
الله تعالى ومنهم من يقول بعدالة بعض الصحابة ويأخذ عنهم وينبذ الآخرين وهناك من
يعتمد ما يراه متوافقاً مع مصالحه وآراءه حتى وصل الحال اليوم الى قضية طائفية
متنازع عليها زهقت بسببها أرواح الكثير وخصوصاً ممن راق له العزف على أوتار
الطائفية المقيتة هذه الصورة المؤلمة من تشتت المسلمين وضياعهم وسفك دماء بعضهم
البعض جعلت عدالة الصحابة في ميزان التحقيق والتدقيق , من ذلك ولذلك انبرى سماحة
المرجع الأعلى والمحقق الكبير السيد الصرخي الحسني ( دام ظله ) يتصدى لهذا الأمر
العظيم مبيناً حيثياته والمنهج السوي الذي لا بد من سلوكه حتى يكون الجميع في مأمن
ومنجا في الدارين الدنيا والآخرة مستنداً في ذلك الى كتاب الله العظيم الكريم وسنة
نبيه الصادق الأمين ( صلى الله عليه وعلى آله وصحبه المنتجبين وسلم ) في ضمن سلسلة
محاضرات تحليل موضوعي في العقائد والتاريخ الإسلامي والتي يلقيها يومي الخميس
والجمعة في باحة برانيه المبارك في كربلاء المقدسة وذلك في محاضرته السادسة عشر
يوم الخميس الثامن من رجب الاصب سنة الف وأربعة مائة وخمسة وثلاثين من الهجرة
المباركة حيث جاء فيها متعرضاً للمنافقين في القرآن الكريم ( ....... نقول في النص
القرآني الشريف فيه تصريح بوجود منافقين في المدينة وحول المدينة أيضا ليس وجود
فقط هؤلاء وإنما قد خفي أمر بعضهم حتى على الرسول الأمين عليه وعلى آله الصلاة والسلام
وهؤلاء المنافقون لاحظ لما قلنا تحدث عن حول المدينة وتحدث عن قلب المدينة نقول
وهؤلاء ينطبق عليهم عنوان الصحبة فكيف نقول – الآن ينتقل الكلام نحن الآن نريد أن
نحاجج بقضية النقض على المقابل بأنه ما يقال عن الصحابة ما يوصف الصحابة بالنفاق
ما يوصف الصحابة بأنهم سيكونون في نار جهنم فهذا لا يعني انه نخرج كل الصحابة من الإسلام
والدين الإسلامي ونقول كل الصحابة من أهل النفاق وكلهم في نار جهنم هذا ليس بصحيح
هذا جانب والجانب الأخر إذا انطبق عنوان الصحابي على المنافق كيف نقول بعدالة
الصحابة إذا انطبق عنوان الصحابي على المنافق كيف نقول أو نلزم أنفسنا بالترضي على
جميع الصحابة هذا شيء غير معقول ومخالف للنهج النبوي والإلهي - نقول فكيف نقول بعدالة وصلاح جميع الصحابة ومن
بينهم هؤلاء المنافقين الذين لا نميزهم عن غيرهم – مِن بين هؤلاء مَن مِن بين
هؤلاء المنافقون الذين لا نميز يعني بين الصحابة يوجد منافقون لا نميزهم عن غيرهم
لا نميزهم عن باقي الصحابة يوجد صحابة من المنافقين وصحابة من غير المنافقين الآن
كيف نميز بين هذا وبين هذا أريد أن أأخذ ديني أأخذ ديني من هذا الصحابي أم من هذا
الصحابي من هذا التابعي أم من هذا التابعي هذا التابعي تبع هذا الصحابي أم ذاك
الصحابي ويوجد من الصحابة من تلبس بالنفاق بل من مرد على النفاق بنص القرآن فإذن
احتاج الى التحقيق احتاج الى التدقيق احتاج الى التمييز حتى اعرف من أين أأخذ
الدين ومن أين أأخذ المعتقد حتى قد أكون برأت ذمتي أمام الله سبحانه وتعالى -
..... ) وبذلك فان سماحته ( دام ظله ) قد أوضح المقياس والميزان الذي لابد من إتباعه
للتمييز بين الصحابة وممن يجب أن يؤخذ الدين والمعتقد عنهم لان الآية الكريمة في
سورة التوبة { وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ
الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ
لَا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ
يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ ْ} آية (101 ) قد وضعت الجميع على المحك ووضعت
الجميع في ميزان التحقيق والتدقيق والتمييز فعلينا إذاً النظر والتأمل بأحوال الرجال
قبل الحكم والإتباع .
حسين السلامي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق